الوقوف إلى جانب مرضى السرطان يجعل لحياتنا قيمة ومعنى
يمنات
حسين السهيلي
في مستهل العام 2022 ومن مركز الأمل لعلاج الأورام بصنعاء التابع للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، شاهدت الألم والأمل والصمود في وجه المعاناة والمرض، التقيت بكادر متفاني في منح المرضى الأمل في العيش والحياة، تعرفت على ناجين ومتعافين من السرطان نذروا حياتهم بعد الشفاء للتطوع في خدمة المرضى وتجسيد المعنى الحقيقي للحياة والعطاء.
جهود مخلصة وقصص نجاح ملهمة للمركز الذي يوفر الكشف المجاني المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم، والرعاية والعلاج والايواء لمئات من النساء والأطفال مع مرافقيهم والذين يكابدون يعانون تبعات الحرب، وآلام السرطان.
الحالات التي يستقبلها المركز تفوق طاقته وامكانيته في ظل ندرة الأدوية والقيود المفروضة على استيراد الأجهزة والمعدات الطبية التي تتوفر بديهياً في الدول الأخرى.
35 ألف شخص مصابون بالسرطان في اليمن، بحسب منظمة الصحة العالمية ، ويتم تشخيص حوالي 11 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان كل عام في هذا البلد المنكوب ، الذي يموت فيه الفقراء في بيوتهم بسبب عدم قدرتهم على تحمل تكاليف العلاج ، وتصارع معظم عائلات المرضى لتوفير تكاليف العلاج بما فيها الأدوية باهظة الثمن وتكاليف السكن والمواصلات من المحافظات الى صنعاء، حيث يتنظرون مواعيد ادخال مرضاهم الى وحدة الطب النووي في مستشفى آزال لأسابيع وأشهر، فهي الوحدة المتبقية في بعد اغلاق الوحدة الرئيسية للعلاج بالطب النووي في مستشفى الثورة العام بصنعاء والوحدة الأخرى في المستشفى السعودي الألماني لأن المواد المشعة التي تدخل في العلاج لمرضى الأورام والتشخيص والعلاج لا يستطيع أحد إدخالها في ظل الحصار المفروض على اليمن.
لهذا أناشد (التحالف) برفع القيود المفروضة على استيراد الأدوية والأجهزة والمعدات الطبية لعلاج الأورام في اليمن.
وعلى المنظمات الأممية والدولية والمحلية التوجه نحو إعادة تشغيل مراكز علاج الأورام ودعمها بمختلف الأدوية المضادة للسرطان والأجهزة الخاصة والعلاجات الكيميائية الأساسية والمنقذة للحياة.
كما أدعوا إلى شراكة بين القطاع الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني لإعداد استراتيجية للوقاية من السرطان ومكافحته تضمن توفير موارد مستدامه لمؤسسات ومستشفيات ومراكز علاج الأورام، وإلزام القطاع الخاص والشركات والمجموعات والبيوت التجارية بنظام المسؤولية الاجتماعية والسلامة البيئية، وتنفيذ بحوث علمية لرصد وجمع البيانات والتشخيص المبكر لأنواع السرطان وفحصها في وقت مبكر، والتفكير في نهج مبتكر في مجال التمويل والاستثمار في الوقاية من السرطان.
رسالة لكل مريض بالسرطان..
لا تخجل من كونك مصاب بمرض السرطان، واجه المجتمع بشجاعة، فأنت وحدك تعرف بأنك أقوى من هذا المرض وأنك تستطيع التغلّب عليه.. أثبت لنفسك قبل الجميع بأنّك ستحارب المرض وستولد من جديد عند انتصارك في معركتك ضد هذا المرض الخبيث.
أتمنى لجميع المرضى الشفاء والصحة والعافية عاجل غير آجل
وأتمنى من الجميع التوعية بالأورام ومخاطرها ومسبباتها وتدابير الوقاية منها، وأهمية الفحص الدوري والكشف المبكر.